فصل: الصلاة على الأنبياء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم: أفأجعل لك صلاتي كلها؟

الفتوى رقم (19631)
س: قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم: أفأجعل لك صلاتي كلها؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا تكفى همك..» إلى آخر الحديث (*) ما معنى: أفأجعل صلاتي لك كلها؟
ج: المراد بالصلاة هنا: الدعاء، ومعنى الحديث: الحث على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لما في ذلك من الأجر العظيم، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه (جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام): وسئل شيخنا أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «إن زدت فهو خير لك» فقال له: النصف، فقال: «إن زدت فهو خير لك» إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها، أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك، قال: «إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبا» (*) لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه. هذا معنى كلامه. اهـ. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد العزيز آل الشيخ
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
عضو: بكر أبو زيد
السؤال الأول من الفتوى رقم (19212)
س1: في الحديث الشريف: قال أبي بن كعب للرسول صلى الله عليه وسلم: (كم أجعل لك من صلاتي؟). أشكل علي فهم هذا الحديث جدا، هل المراد: أن أدعو للرسول صلى الله عليه وسلم دوما ولا أدعو لنفسي، وكيف يكون ذلك، والله تعالى أمر بالدعاء؟ وهو سبحانه يحب أن يسأله عبده أموره كلها.
ج1: الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة أن يدعى له، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [سورة الفتح الآية 2] فليس بحاجة إلى دعائنا.
والمشروع أن نصلي عليه بأن نسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه، ففي حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال: «قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». (*)
وأما ما ذكر في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، فهو من خصوصياته؛ لأنه كان يدعو لنفسه، فحوله للنبي صلاة عليه بعد أن استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، قال ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام) ص 34: وسئل شيخنا أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «إن زدت فهو خير لك»، فقال له: النصف، فقال: «إن زدت فهو خير لك»، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك-، قال: «إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك» (*) لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة، صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه، هذا معنى كلامه اهـ.
وعلى ذلك فإن هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد العزيز آل الشيخ
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: صالح الفوزان
عضو: بكر أبو زيد

.الصلاة والدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم:

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20834)
س 2: هل تجوز الصلاة والدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان الجواب: نعم، ما هي هذه الصلاة وما أوقاتها؟
ج 2: تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أما الدعاء له فغير مشروع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولأنه لم يرد دليل من كتاب الله أو سنة نبيه على مشروعية الدعاء له، فالدعاء له بدعة، خلاف الأصل، ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم، أما كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيوضح ذلك ما ورد في (الصحيحين) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (*) أو غير ذلك مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، وليس لذلك وقت مخصص، بل يقال في التشهد الأول والأخر، وعند سماع اسمه أو قراءته، أو عند ذكره صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
عضو: بكر بن عبد الله أبو زيد

.الصلاة على الأنبياء:

السؤال السادس من الفتوى رقم (21672)
س 6: المعروف هو أن قولنا: (صلى الله عليه وسلم) مختص بنبينا محمد، فهل يجوز الدعاء بهذا اللفظ لغيره من الأنبياء؟ ومن هم المختصون بكل واحد من هذه الألفاظ: رضي الله عنه، كرم الله وجهه، رحمه الله، سلمه الله؟ وهل يجوز الدعاء للعالم الجليل الذي اجتهد طول حياته في دعوة الناس إلى الله ورسوله، مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بلفظ: (رضي الله عنه) أو (عليه السلام) ولأمثاله في عصرنا هذا إذا ماتوا؟
ج 6: أولا: الدعاء بـ (صلى الله عليه وسلم) ليس خاصا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو عام لجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثانيا: الدعاء ب: (رضي الله عنه) اصطلح أهل العلم على جعل هذا الدعاء شعارا في الدعاء للصحابة رضي الله عنهم، ولو دعا به الإنسان أحيانا لأحد من المسلمين فلا حرج.
ثالثا: الدعاء ب: (كرم الله وجهه) ليس من الأدعية المأثورة عن السلف الصالح، ولكن يتخذه بعض أهل البدع وهم الرافضة شعارا في الدعاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ تمييزا له عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا التمييز غير مشروع فلا يستعمل.
رابعا: الدعاء ب: (رحمه الله) و(سلمه الله) دعاء مشروع يدعى به للمسلم الحي والميت. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: صالح الفوزان
عضو: بكر أبو زيد